خاص – 7MiXTV
يبدو أن معادلة التميز والحضور القوي المتقن المفعم بجاذبية الأداء وحرفيته العالية، لم تعد هي المرتكز الأساسي للانطلاق منه بالنسبة لشركات الانتاج التي بات معظمها يغرد خارج السرب وكل يغني على ليلاه باختيار بطلات أعمالهم بعيدا عن أية حسابات تبنى على ضوء نجومية حققتها فنانات سوريات في العام السابق للعام التالي الأمر الذي كان سائدا في سنوات وهج الدراما السورية، كعامل تتالي لبناء نجاحات انطلاقا من نجاح سابق كحد أدنى.
فمع اقتراب الموسم الرمضاني الجديد نجد نجمات 2017 يسجلن غيابا واضحا عن الساحة فصاحبة دور “روز سالم” في مسلسل “شوق” الفنانة سوزان نجم الدين التي أحدثت ضجة سورية وعربية بدورها الأخير الذي حقق ظهورا مختلفا عن كل ما قدمته في مسيرتها الفنية ولاقى استحسانا نقديا وجوائز عدة، تغيب هذا الموسم كليا عن الدراما السورية، وفي ذات العمل لمع نجم الفنانة ليلى جبر من جديد وكذلك لينا حورانة فكل منهن أحسنت استخدام أدواتها الفنية لتحقق نقطة استثنائية إلا أن ذلك لم يشفع لهن فالغياب عن البطولات عنوان موسمهن القادم، ولكنهن لسن الوحيدات هاهنا حيث أعلنت الفنانة سلافة معمار التي حققت ظهورا قويا عبر “وردة شامية” رغم انه لم يعرض سوى عبر قنوات مشفرة والانترنت، واستطاعت بمشاركتها عبر حلقة واحدة “الزائرة” من مسلسل “شبابيك” تسجيل ظهور حمل وهج الأداء، وجاذبية الحضور حيث أعلنت مؤخرا أنها في حالة “بريك” هذا الموسم كما أنها لم تحظ بعروض تلائم خياراتها الفنية.
يأتي غياب معمار متزامنا أيضا وبأسباب متشابهة للفنانة رنا شميس بطلة “أزمة عائلية” في 2017 الذي لامس قلوب السوريين وقارب همومهم بشفافية وتعيد ذلك شميس أيضا لغياب النصوص التي تغريها في العروض التي قدمت لها هذا العام، فكان اتجاهها نحو السينما بفيلم “عزف منفرد” مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
غياب عدد من نجمات الدراما هذا العام سبقه غياب الفنانة أمل عرفة عن دراما رمضان 2017 بغياب عرض مسلسلها “سايكو”، ليتبعه موسم 2018 الذي كلل بمشاركة سينمائية لعرفة “عزف منفرد” بعد غياب طويل عن السينما وتكمله في الفترة المقبلة بمشاركتها كعضو في لجنة تحكيم مهرجان سينما الشباب، ولكن بعيدا عن دراما رمضان التي ستفقد نجمة طالما كان ظهورها إضافة حقيقية لأي دور يسند لها وفق معادلتها في الفن والتي تتبناها على الدوام بتعاملها مع كل دور كأنه أول دور فني يسند لها ، ومع هذه المعادلة يبدو غيابها طبيعيا وفق الحالة التي وصلت لها الدراما السورية والحديث المتداول عن ضعف النصوص، وآلية الإنتاج السائدة مؤخرا الباحثة عن الفنانين أصحاب الأدوار الثانية “الأرخص ماديا” بما يتناسب مع الكلف الانتاجية الضعيفة التي تعتم على المشهد الدرامي الكلي ويبررها القائمون على إدارة الإنتاج بارتفاع التكلفة في كل مناح الحياة السورية وليس فقط على صعيد دراماها.
فما بين غياب وتغييب تختلف التسميات وتبقى النتيجة واحدة مبنية على ذات المسببات ليكون الخاسر الأكبر الدراما السورية التي يتراجع تصنيفها عربيا عام تلو عام وتكثر المناداة لإنقاذها ولكن لا سبيل باستمرار هذا الوضع إلى الخلاص.