
خاص – 7mixtv
“عشرات القصص المؤلمة، لم تثن السوريين من العيش ضمن هارموني سورية صريحة أمام العالم اجمع”.. إنهم السوريين الذي يخلقون التآلف مهما كثرت الجراح وأنت الأنفس ألما.. انطلاقا من هذه الصورة المشرقة للسوريين تمخضت فكرة المختبر المسرحي الراقص “هارموني” التي قدمته فرقة سورية للمسرح الراقص بقيادة نورس برو على خشبة أوبرا دمر.
مجموعة من الأطفال برفقة جيل الكبار تمايلت أجسادهم شغفا بالرقص حاملين رسالة إنسانية عالية طغت على العرض حيث صممت اللوحات الراقصة لتكون لسان حال مصاب الجيش، والطفل المعوق ، وابناء الشهداء، والنازح المهجر، دون أن تغفل تسليط الضوء على تمازج وتعايش الأديان الذي لا ينتهي في سوريا وحملت فقرات العرض عناوين ” إنسان مجرد، متوحدة في الحرب..، أبحث عن وطن في الحرب، مصاب في الحرب، أبي شهيد في الحرب، جندي في الحرب، لتختتم فقراتها مع إنسان في الحرب”.
وعلى خلفية العرض لفت مدير الفرقة نورس برو في حديث ل7mixtv إلى أن “هارموني” هو فسيفساء سورية والتنوع الموجود فيها، فسوريا اليوم تعيش تغييرات كثيرة ولم تعد الفسيفساء مقتصرة على الطوائف والاديان، بل باتت مزيجا من حالات جديدة في البلد من مصاب ونازح ومهجر، وفاقد لبيته أو اهله وأصدقائه ولكنهم اثبتوا قدرتهم على العيش بهارموني مع بعضهم البعض، فالعرض جاء كمرآة للواقع السوري لأن وظيفة المسرح في هذه الأيام برأي برو تقديم مرآة عن الواقع، فمن غير المنطق بنظره الاتجاه نحو أعمال ترفيهية في ظل الظرف الراهن.
وعن خصوصية الفرقة ينوه برو بأنها الفرقة الوحيدة في سورية التي تتجه نحو الرقص المعاصر انطلاقا من الباليه في محاولة لإثبات أن سوريا كانت صاحبة حضارة ولا زالت تلك الحضارة موجودة وتتطور، ولم تستطع الحرب إعادتها للوراء، فالفرقة تبحث عن التميز برسائل جديدة ورغم الحصار في الخارج والمحاربة في الداخل أحيانا ولكنها تبقى قوية ونخبوية.
وحول تقبل المجتمع السوري لهذا النمط من الرقص يشير برو إلى أن الفرقة وأعمالها تنال متابعة واهتماما عاليا عبر السوشال ميديا، فقد نجحت بالاسلوب الاعلامي بإيصال صورة جميلة عن الرقص المعاصر، وأثبتت قدرتها على تقديم الجندي والهجرة والجريح بأسلوب معاصر بعيدا عن الطريقة الفلسفية التي لا يحتاجها الجمهور بل هو بحاجة لبنية تحتية فكرية، تحاول الفرقة تقديمها.
ويعود برو ليركز على فكرة “مختبر” للعرض الذي قدمته الفرقة منوها بأن المختبرات بعالم الرقص تجريبية، والفرقة تضم شبانا محترفين يركز عليهم العرض عبر تقديمهم صولو وشخصيات رئيسية وهم بالمستوى الاهم في سوريا، مع مجموعة من الاطفال الذي يسيرون بدرب الاحتراف.
وفيما يتعلق بجيل الأطفال في الفرقة يوضح برو إلى أن الفرقة تستقبل الأطفال من عمر “3_13” وما فوق 13 تضمهم للكبار، علما أن الهيئات الرسمية في البلد لا تستقبل هذا السن، ولكن الفرقة تؤمن الرقص جسد ثم فكرة بالنسبة للأطفال بعكس الكبار، مشددا على ان عملهم ضمن السياق الوطني دون أي أجر مادي تتقاضاه الفرقة لقاء تدريب الأطفال، وأبوابها مفتوحة أمام الجميع للانضمام إليها بحب وشغف، على أمل إبعاد الاطفال لساعات خلال التدريب عن جو الحرب والدم ليحملوا قاعدة فكرية يخرجوا بها للحياة.
وتستعد الفرقة للمشاركة بمعرض دمشق الدولي عبر عرض للأطفال كنسخة مصغرة عن “بحيرة البجع” من الباليه الكلاسيكي الترفيهي، كما من الممكن أن تعيد عرض “هارموني”، كما تحضر لمشروع “أحدب نوتردام” الذي بات بمراحل التفاهمات الانتاجية الاخيرة.

ومن بين الراقصين المحترفين أعرب ايشاك هاشم والذي كان مساعد مصمم في المختبر عن سعادته الكبيرة بالعرض، لافتا إلى التطور الذي يحققه مع كل عرض جديد حيث كانت البداية منذ أربعة سنوات مع الفرقة ليصبح اليوم بحوزته” 9″ عروض تنوعت مشاركاته فيها بين أدوار رئيسية ووقوف صف أول وثان وصولا إلى مساعد مصمم ومساعد مدرب، وحلمه متواصل للوصول إلى مكان اعلى في عالم الرقص دون أن يغيب حلمه الأول في التمثيل والغناء، وعينه على لقب “الفنان الشامل” لاسيما مع حبه للكتابة النثرية القصصية.
ويؤكد هاشم حرصه على الدراسة وتنظيم الوقت مابينها وبين الرقص وهو ابن “17”عاما فحمله مقرون بالنجاح الدراسي والفني معا.
أما من جيل الأطفال “9 سنوات” فقد تنقلت الطفلة راشيل الفزاع على المسرح برشاقة وانسيابية عالية، جاذبة الجمهور لها بدرجة اتقان عالية في العرض ولفتت إلى أنها تعشق الباليه من عمر السنة والنصف فهي موهبة ظهرت لديها مبكرا وباهتمام عالي من والدتها مع متابعة كثيفة استطاعت إلى اليوم المشاركة بعروض كثيرة مع فرقة سورية للمسرح الراقص، وحلمها يتجلى بأن تصبح راقصة باليه مشهورة.
“هارموني” تأليف وغرافيك وإعداد موسيقي لنورس برو، مساعد مصمم :إيشاك هاشم، والراقصون من جيل الكبار “ايشاك هاشم، هلا هنداوي، أحمد مصطفى، محمد حسن”، ومن جيل الأطفال “راشيل الفزاع، ناي سلطان، جودي عبد الحي، ماريا قروشان، جوليا يوسف، سيرسا الحاج العبد الله”.